أول أمس الأربعاء تشغيل اكبر نظام لتسريع تصادم الجزيئات في العالم، يعرف باسم "معجل هاردون"• والهدف هو استكشاف أصل المادة ومحاكاة الانفجار العظيم الذي يعتقد العلماء أنه أسفر عن نشوء الكون في صورته الحالية.
ففي الساعة التاسعة والنصف صباحاً بتوقيت جنيف، قام علماء بتشغيل مسرع الجزيئات "لارج هادرون كولايدر"، الذي بلغت تكلفته 9 مليارات دولار، وسط تهليل 9 آلاف من علماء الذرة من ضمنهم مغاربة الذين تجمعوا لمشاهدة هذه التجربة العلمية الفريدة من نوعها.
وستُطلق خلال التجربة، التي ستجري بالقرب من جنيف على الحدود الفرنسية السويسرية، مئات الملايين من بروتونات الذرة وجزيئاتها في نفق بطول 27 كيلومترا تحت الأرض بسرعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلم.
ويأمل العلماء أن تتيح لهم الآلة الجديدة لتفتيت الذرة محاكاة عملية الانفجار العظيم التي يعتقد أنها كانت إيذانا بنشأة الكون وأن تساعدهم في كشف حقائق عن نواميسه الطبيعية.وذكرت صحيفة ديلي تلغراف في عددها أول أمس أنه سيجري في غضون الأشهر القليلة القادمة تشغيل أقوى آلة لتفتيت الذرة في العالم في مختبر المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية المعروف اختصارا باسم "سيرن" الكائن بالقرب من مدينة جنيف السويسرية.
.وستمكن الآلة الجديدة العلماء لمدة وجيزة من تمثل حالة الكون في المراحل المبكرة من الانفجار العظيم.وتلخص نعمة أركاني حامد من معهد الدراسات العليا في برينستون, وهي واحدة من كبار المنظرين من الجيل الجديد, مشاعر العلماء في هذه اللحظة بالقول: "لقد ظللنا نترقب لجيل كامل تشغيل الآلة الجديدة. إن منظر عالمنا سيتغير على نحو مثير، ولا نستطيع الانتظار حتى نبدأ التجربة"• وتقول ديلي تلغراف إن الآلة ستقوم بشيء في غاية البساطة ألا وهو تسجيل ما سيحدث عند ارتطام بعض البروتونات ببعض، بعنف.
ويعمل المختبر بواسطة أربع غرف تعمل على اكتشاف أسرار الطبيعة والانفجار العظيم، وهو الانفجار الهائل الذي وقع قبل 12 مليار أو 15 مليار سنة.وصمم المسارع بهدف محاكاة الظروف الفيزيائية للانفجار العظيم، أو ما يعرف باسم "بيغ بانغ "Big Bang، الذي أدى إلى نشأة الكون.
وأثارت التجربة مخاوف المتشككين من إمكانية أن تؤدي إلى تكوين ما يسمى بـ"الثقب الأسود"، الذي يتميز بكثافته العالية وجاذبيته الهائلة، بحيث يمكنه أن يبتلع كوكب الأرض.ورغم أنهم رفعوا دعاوى قضائية ضد تلك التجربة، إلا إنهم فشلوا في وقف المشروع التابع للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية CERN•
ونظريّاً، يقول العلماء أنَّ الانفجار الكبير أو Big Bang وقع قبل نحو 15 مليار سنة عندما انفجر جسم بحجم قطعة النقد المعدنيَّة، ولها من الكثافة والحرارة ما لا يمكن وصفه أو تخيله، وفي وسط من فراغ المادَّة، حيث بدأ بسرعة في التمدد والتوسع لتتكون النجوم وتظهر الكواكب وبالتالي تنشأ الحياة كما نعرفها على الأرض.
وتصف نظرية الانفجار الكبير (Big Bang) كيف جاء الكون من نقطة البدء الأولى. وأخذ في التمدد منذ ذلك الحين، لكنها لا تفسر ما حدث قبل ذلك.لكن فريق بحث من جامعة بنسلفانيا يعتقد بوجود آثار أدلة في الكون الحالي يمكن استخدامها للنظر إلى الوراء قبل حدوث الانفجار الكبير. وبناء على دراستهم، كان هناك كون ينكمش، وله هندسة (geometry) ثنائية الأبعاد -الزمان والمكان- ويشبه كوننا الراهن المتمدد. وانهار الكون السابق ثم عاد إلى الظهور عبر الانفجار الكبير. وينبّه عاملون في المشروع وعلماء آخرون من احتمال أن تسفر تلك التجربة النادرة عن مفاجآت من شأنها أن تكون معاكسة تماما لكلّ النظريات التي قام عليها العلم حتى الآن.
هذا أخر ماتوصل اليه العلم وخلي نشوف بعد وين يوصل ..
تحيـــــاتي .